تجربتي في الرضاعة الطبيعيةتجربتي في الرضاعة الطبيعية

تجربة عن الرضاعة الطبيعية من الرسائل التي تصلنا عبر موقعنا تقول:

تجربتي في الرضاعة الطبيعية, أول مرة أرضع فيها ابني كانت تجربة غريبة ومليانة مشاعر مختلطة. هحكي لكم الحكاية من الأول.

أنا لما كنت حامل في شهري التاسع، كنت باسمع كلام كتير عن الرضاعة الطبيعية. اللي يقول لي “دي أحسن حاجة للبيبي”، واللي يقول “هتتعبك وتبقي مرهقة”. بصراحة، كنت مش عارفة أصدق مين ولا أعمل إيه. بس كنت مصممة أجرب لأن كل دكتور كنت بروحله كان بيشجعني عليها.

لما ولدت، كان يوم مليان ألم وتعب، بس أول ما شُفت ابني وسمعت صوته وهو بيعيط، حسيت إن كل الوجع راح. الممرضة جابته لي وحطته على صدري، وقالت لي: “حاولي ترضعيه دلوقتي.” أنا كنت مش عارفة أعمل إيه بصراحة، مسكت ابني بإيدي وهو كان صغير أوي، وحاولت أقرَّبه من صدري زي ما شُفت في الفيديوهات اللي كنت بتفرج عليها وقت الحمل. لكنه كان بيعيط ومش عارف يمسك كويس.

الممرضة كانت صبورة جدًا وفضلت تساعدني. قالت لي: “ممكن أول مرة تكون صعبة، بس مفيش أم بتتعلم من أول محاولة.” حاولت أهدى وركزت. بعد شوية محاولات، حسيت بشيء غريب لما بدأ يمسك صدري ويرضع. كان إحساس جديد ومش مفهوم، خليط بين وجع خفيف وفرحة إن ابني بدأ ياخد أول أكله في حياته مني أنا.

أول ليلة كانت صعبة جدًا. ابني كان بيصحى كل ساعتين تقريبًا وعايز يرضع. وأنا كنت مرهقة وعايزة أنام، بس كل ما أبص في وشه الصغير أحس إنه يستاهل أي حاجة. المشكلة إن الحلمة كانت بتوجعني جدًا، وده خلاني أفكر إني ممكن أكون بعمل حاجة غلط. قعدت أبحث على الموبايل عن أسباب الألم وطرق تخفيفه. لقيت إن ده طبيعي في البداية، وإن الوضعية بتاعة الرضاعة ممكن تكون السبب.

تاني يوم، طلبت من استشارية رضاعة تيجي تساعدني. كانت ست لطيفة جدًا وشرحت لي حاجات كتير. قالت لي إن الوضعية الصح بتكون لما يبقى البيبي بطنه ملامسة لبطنك، ومناخيره قدام الحلمة. لما جربت اللي قالت عليه، حسيت بفرق كبير. الألم قل وابني بدأ يرضع بسهولة أكتر.

الموضوع مكانش وردي كله، كان فيه لحظات كنت بحس فيها إني منهارة. مثلاً، كنت ببقى لوحدي في نص الليل وابني يعيط عشان جعان وأنا مش قادرة أفتح عيني من التعب. كنت بسأل نفسي: “ليه ما استخدمش اللبن الصناعي وخلاص؟ مش كل الناس بتعمل كده؟” بس كنت كل مرة أفكر في ده، أرجع أفتكر كلام الدكاترة والفوائد اللي الرضاعة الطبيعية بتقدمها.

كمان كان فيه ضغط من العيلة. بعضهم كانوا بيقولوا لي: “هو لسه جعان؟ أكيد لبنك مش كفاية.” الكلمة دي كانت بتخليني أعيط. كنت بحس إني مش كفاية لابني، بس الحمد لله جوزي كان دايمًا بيشجعني. كان يقول لي: “إنتِ أم عظيمة وابنك بيكبر على إيديك.” دعمه كان فارق جدًا معايا.

بعد أول شهر، حسيت إني بقيت فاهمة الموضوع أكتر. جسمي اتعود على الرضاعة، وابني بقى يعرف يمسك كويس. كمان بدأت ألاحظ حاجات حلوة زي إنه لما يرضع يبص لي بعيونه الصغيرة ويبتسم. اللحظة دي كانت بتمسح أي تعب أو إرهاق حسيت بيه.

فيه يوم معين مش ممكن أنساه. كنت قاعدة أرضع ابني على الكنبة، وفجأة لقيت نفسي عيطت. مش من الوجع ولا من التعب، لكن من الفرحة. حسيت إن دي أسمى علاقة ممكن تكون بين أم وابنها. إزاي جسمي بيديه كل اللي محتاجه؟ دي معجزة بحد ذاتها.

طبعًا، كان فيه تحديات. مثلاً، لما خرجت لأول مرة بعد الولادة، كنت قلقانة من فكرة الرضاعة في مكان عام. كنت خايفة من نظرات الناس ومن إني ممكن محسش براحة. بس جبت غطاء رضاعة وخرجت مع صحابي. لما جه وقت الرضاعة، استخدمت الغطاء ورضعت ابني. حسيت وقتها إن الموضوع بسيط وإن أهم حاجة راحتي وراحة ابني.

ومع مرور الوقت، بدأت أفهم جسم ابني أكتر. بقت عندي قدرة أعرف هو جعان ولا عايز ينام ولا حتى لو تعبان من غير ما يتكلم. الرضاعة الطبيعية كانت مش بس وسيلة تغذية، لكنها وسيلة تواصل بينا.

لما وصل ابني لعمر 6 شهور وبدأت أقدم له الأكل الصلب، حسيت إن الرضاعة الطبيعية مش بس أكل، لكنها أمان. كان لما يعيط ويخاف، أقرَّبه من صدري ويرضع، وأشوفه يهدى فورًا. اللحظة دي كانت بتأكد لي إن الرضاعة الطبيعية أكتر من مجرد حليب.

دلوقتي، بعد ما ابني كبر شوية وبقى قريب إنه يفطم، بحس بمشاعر مختلطة. جزء مني مرتاح إني هرجع لحريتي شوية، وجزء تاني زعلان إن المرحلة دي هتنتهي. لكن اللي متأكدة منه إني مش ندمانة على أي لحظة تعبت فيها أو سهرت عشانه. الرضاعة الطبيعية علمتني الصبر، القوة، وحب غير مشروط.

تجربتي مع الرضاعة كانت مليانة تحديات، بس في نفس الوقت كانت مليانة حب ومشاعر لا توصف. لكل أم لسه في البداية، عايزة أقولك إن الموضوع صعب في الأول، بس مع الوقت هيبقى أحلى حاجة عملتيها في حياتك. افتكري دايمًا إنك بتعملي أفضل حاجة لابنك، وإنك قوية وقد التحدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *